ما الذي يسبب رائحة الفم المزمنة وكيف يمكن لعلاج الأسنان أن يساعد؟
تُعد رائحة الفم المزمنة من أكثر مشاكل الأسنان شيوعاً بين البالغين، وغالباً ما تستمر رغم تفريش الأسنان اليومي أو استخدام الغسول الفموي. يشير استمرار الرائحة عادةً إلى وجود عوامل فموية أو صحية أعمق تحتاج إلى تقييم طبي دقيق، خصوصاً في الحالات التي ترتبط باللثة والجيوب اللثوية واللسان والجفاف الفموي وتسوسات غير مرئية.
يعالج أطباء الأسنان في مركز الصفوة الطبي – بني ياس، أبوظبي مئات الحالات المشابهة سنوياً، ويلاحظون وجود نمط مشترك بين المرضى الذين يعانون من رائحة فم دائمة؛ وهو اعتماد المرضى على العناية المنزلية فقط دون علاج المسببات الفعلية داخل الفم.
لذلك نهدف في هذا المقال إلى تقديم تفسير علمي واضح لآليات ظهور الرائحة، وربطها بالعلاجات التي تُقدَّم في العيادة مثل علاج اللثة وتنظيف الجير وعلاج الجيوب اللثوية وحشوات الراتنج المركّب 3M Filtek وعلاج الجذور وإزالة ضرس العقل وتخطيط اللسان العميق.
ما تعريف رائحة الفم المزمنة وما شروط تشخيصها؟
رائحة الفم المزمنة هي انبعاث رائحة كريهة من الفم تستمر أكثر من ثلاثة أشهر، ولا تتحسن بالعناية المنزلية التقليدية. يعود سببها الأساسي غالباً إلى نشاط بكتيري في بيئة فموية غير مستقرة، ويترافق ذلك مع انبعاث مركبات كبريتية متطايرة ترتبط مباشرة بنوعية الرائحة وشدتها.
يستخدم أطباء مركز الصفوة معايير مهنية معروفة في تشخيص الرائحة، ويندرج ضمن ذلك جزء أساسي من خدمات طب الأسنان العام التي يقدمها المركز، مثل الفحوص الدورية وإزالة الجير وعلاج التسوسات المبكرة قبل تطوّرها إلى التهابات تسبب رائحة مستمرة. وتشمل خطوات التقييم:
- فحص اللثة والجيوب اللثوية
- فحص سطح اللسان بالعدسة السريرية
- فحص الأسنان للكشف عن التسوسات المخفية
- تقييم جفاف الفم وتدفق اللعاب
- قياس الروائح الكبريتية باستخدام التقييم السريري
تُعتبر هذه الخطوات أساسية لتحديد العلاج المناسب، لأن الرائحة ليست مرضاً بحد ذاته، بل عرضاً لحالة كامنة يجب علاجها.
ما الأسباب الأكثر شيوعاً لرائحة الفم رغم تفريش الأسنان يومياً؟
يأتي هذا السؤال في مقدمة استفسارات المرضى، ويُجيب عليه أطباء الأسنان وفق العوامل التالية التي تُعد الأكثر شيوعاً:
١. تراكم البكتيريا على سطح اللسان
يُعد اللسان أكبر خزان بكتيري داخل الفم. تتجمع البكتيريا داخل الأخاديد العميقة وتطلق مركبات الكبريت، ما يسبب رائحة قوية لا تزول بالفرشاة وحدها.
٢. التهاب اللثة والجيوب اللثوية
وجود جيوب لثوية بعمق يتراوح بين ٤–٨ ملم يؤدي إلى انحصار البكتيريا وتخمر بقايا الطعام داخل الجيوب، وهذا أحد أهم أسباب الرائحة المستمرة.
٣. جفاف الفم وانخفاض تدفّق اللعاب
يقلل الجفاف من قدرة اللعاب على تنظيف الفم، ويسمح بتضاعف البكتيريا. يظهر الجفاف عادة لدى:
- مستخدمي بعض الأدوية
- كبار السن
- مرضى السكري
- من يتنفسون عبر الفم ليلاً
(اطلع على المقال للمزيد من التفاصيل)
٤. تسوسات غير مرئية أو حشوات قديمة متكسّرة
الثقوب الصغيرة في الأسنان وحواف الحشوات المتآكلة تعمل كأماكن تختبئ داخلها البكتيريا.
٥. التهاب اللوزتين أو الجيوب الأنفية
يلتصق المخاط المتدفق من الأنف والخلفي من البلعوم على اللسان، ما يزيد من الرائحة.
٦. ضروس العقل الملتهبة
تُعد الالتهابات حول ضرس العقل نصف الطالع من الأسباب المتكررة للرائحة بسبب تراكم الطعام تحت الغطاء اللثوي.
٧. التدخين والشيشة
يغير التدخين حموضة اللعاب، ويقلل الأكسجين، ويرفع نشاط البكتيريا اللاهوائية التي تنتج الروائح الكبريتية.
(اطلع على المقال للمزيد من التفاصيل)
كيف يحدد طبيب الأسنان السبب الرئيسي لرائحة الفم؟
ستخدم الأطباء في مركز الصفوة الطبي خطوات تقييمية تستند إلى توصيات جمعية طب الأسنان الأمريكية ADA وفحوص اللثة المعتمدة عالميّاً:
١. قياس عمق الجيوب اللثوية
أي عمق أكبر من ٣ ملم يُعتبر علامة أولية على التهاب لثوي أو بداية أمراض النسج الداعمة.
٢. تقييم نزيف اللثة عند اللمس
وجود النزيف يعني نشاطاً التهابياً مرتبطاً بالرائحة.
٣. فحص اللسان تحت الإضاءة السريرية
يتم تقييم طبقة اللسان، لونها، وملمسها لتحديد تراكم البكتيريا.
٤. التصوير الشعاعي للكشف عن التسوسات المخفية
الأشعة السينية تساعد على رؤية التسوسات التي لا تظهر عند الفحص العادي.
٥. تقييم جفاف الفم
يتم قياس تدفق اللعاب وتحديد ما إذا كان الجفاف هو العامل الأكبر.
تسمح هذه الخطوات بوضع خطة علاج دقيقة تعتمد على السبب الفعلي وليس الأعراض.
ما العلاجات الأكثر فعالية للتخلص من رائحة الفم المزمنة؟
تختلف خطة العلاج من مريض لآخر، لكن الأطباء يعتمدون التدخلات السريرية التالية، التي أثبتت فعاليتها في إيقاف الروائح عند مصدرها:
١. تنظيف الجير وإزالة البلاك
تراكم الجير تحت اللثة هو السبب الأكثر شيوعاً للرائحة. يستخدم الطبيب أجهزة الموجات فوق الصوتية لإزالة التكلسات وتنظيف الجيوب.
فوائدها:
- تقليل عدد البكتيريا
- وقف النزيف والالتهاب
- تحسين رائحة الفم خلال أيام قليلة
٢. تنظيف عميق للجيوب اللثوية
إذا تجاوز عمق الجيب ٤–٦ ملم، يصبح التنظيف العادي غير كافٍ. يقوم الطبيب بتنظيف الجذور وصقلها لمنع البكتيريا من الالتصاق مرة أخرى.
مناسب للحالات المتقدمة من علاج أمراض اللثة.
٣. علاج اللثة باستخدام الليزر
يُستخدم الليزر لتقليل الالتهاب وتعقيم الجيوب اللثوية دون آلام كبيرة، وهو خيار يقدم نتائج ممتازة في حالات الرائحة الناتجة عن التهاب مزمن.
٤. علاج التسوسات والحشوات القديمة
يتم استبدال الحشوات المتضررة أو المكسورة بحشوات 3M Filtek المعروفة بثبات لونها ودرجة التصاقها العالية.
٥. علاج جذور الأسنان
إذا كانت الرائحة بسبب التهاب لبّي أو تقيّح داخل السن، يتم تنظيف القناة بالكامل وتعقيمها.
٦. إزالة ضرس العقل المسبب للرائحة
يُنصح بإزالة الضرس في حال وجود التهاب حول الضرس أو تراكم طعام مستمر تحت الغطاء اللثوي.
٧. كحت وتنظيف سطح اللسان
يُجرى عندما تكون طبقة اللسان البكتيرية كثيفة ومسببة للرائحة.
٨. علاج جفاف الفم
يتضمن:
- تحفيز اللعاب
- وصف بدائل لعابية
- تعديل العادات الغذائية
- علاج أسباب الجفاف الدوائية أو التنفس الفموي
ما العلاجات المنزلية التي تساعد بعد الانتهاء من علاج الأسنان؟
لا يمكن للعناية المنزلية وحدها حل الرائحة المزمنة، لكنها مهمة بعد العلاج السريري. يوصي أطباء الصفوة بما يلي:
- تفريش الأسنان ٢–٣ مرات يومياً بمعجون يحتوي على الفلورايد
- تنظيف اللسان يومياً باستخدام منظف اللسان الطبي
- استخدام الخيط السني أو فرش ما بين الأسنان
- استخدام غسول يحتوي كلورهكسيدين لفترة قصيرة بناءً على وصف الطبيب
- شرب الماء بانتظام لتقليل الجفاف
- تجنب التدخين والشيشة
- علاج التهاب الجيوب الأنفية والحساسية إن وجدت
ما الحالات التي تحتاج إلى تقييم عاجل في مركز الصفوة الطبي؟
يُنصح بزيارة الطبيب خلال ٤٨ ساعة إذا ظهرت إحدى الحالات التالية:
- رائحة قوية جداً لا تزول حتى بعد استخدام الغسول
- نزيف لثة مستمر
- ألم أو تورّم حول ضرس العقل
- طعم معدني أو قيحي في الفم
- جفاف شديد يمنع الأكل أو الكلام
- تورم اللثة أو خروج قيح من بين الأسنان
كيف يساعد أطباء مركز الصفوة الطبي في معالجة رائحة الفم المزمنة؟
يعتمد فريق الأطباء بقيادة الدكتور محمد دلول و الدكتور صالح سالم و الدكتور راهول باتيل منهجاً علاجياً متكاملاً يشمل:
- تشخيصاً دقيقاً يعتمد على الأدلة السريرية
- خطة علاج مبنية على السبب الرئيسي
- جلسات علاج لثوي متدرجة حسب الحالة
- متابعة شهرية للحالات المزمنة
- تعليمات منزلية واضحة لضمان استمرار النتيجة
يتميز المركز بوجود أجهزة تصوير فموية حديثة وأنظمة ليزر لثوي تمنح نتائج فعالة دون إجراءات معقدة.
خلاصة: هل يمكن فعلاً التخلص من رائحة الفم المزمنة؟
تختفي رائحة الفم المزمنة في أغلب الحالات عند علاج السبب السريري داخل الفم، خصوصاً مشاكل اللثة والجيوب واللسان والجفاف وتسوسات الأسنان. يعتمد نجاح العلاج على التشخيص المتخصص، لذلك يجب تقييم الحالة لدى طبيب أسنان عند استمرار الرائحة أكثر من أسبوعين رغم العناية اليومية.
يمثل مركز الصفوة الطبي – بني ياس، أبوظبي أحد المراكز المتخصصة في تشخيص وعلاج هذه الحالات من خلال مزيج من الخبرة السريرية والتقنيات العلاجية الحديثة، ما يجعله مرجعاً موثوقاً للمرضى في المنطقة.